محطات بارزة في مسيرة "رجال الكرامة" و"لواء الجبل"

الصفحة الرئيسية / الأخبار / محطات بارزة في مسيرة رجال الكرامة و لواء الجبل”

السويداء: محطات بارزة في مسيرة "رجال الكرامة" و"لواء الجبل"

أعلنت “حركة رجال الكرامة” و”لواء الجبل”، وهما من أبرز الفصائل المحلية المسلحة في محافظة السويداء، يوم الاثنين 6 يناير، عن استعدادهما للاندماج في “جيش سوريا الجديد”. هذا البيان يُلقي الضوء على الدور العسكري الذي تلعبه تلك الفصائل في المحافظة التي تتمتع بأغلبية درزية، حيث برزت هذه القوى منذ اندلاع الثورة السورية في مارس 2011.

"حركة رجال الكرامة": مسيرة النضال

تأسست “حركة رجال الكرامة” في عام 2013 على يد الشيخ وحيد البلعوس في محافظة السويداء، الذي عُرف بمواقفه المعارضة لنظام الأسد. اغتيل البلعوس في سبتمبر 2015 في تفجير استهدف سيارته، وتُتهم أطراف عدة، منها النظام السوري و”حزب الله”، بالوقوف وراء الحادثة.

تُعرف الحركة بدورها في حماية أبناء السويداء والدفاع عنهم، بما في ذلك تأمين المطلوبين للخدمة الإلزامية في جيش النظام السابق. تولّى رأفت البلعوس قيادة الحركة بعد اغتيال الشيخ وحيد، مستمرًا في نهج الحركة الذي يُحرّم الاعتداء على الآخرين أو السماح بالاعتداء على السويداء.

في عام 2022، قادت الحركة حملات أمنية استهدفت القضاء على عصابات الخطف وتجارة المخدرات، كان أبرزها القضاء على مجموعة “قوات الفجر” التي يقودها راجي فلحوط. كما رفعت الحركة سقف المواجهة مع النظام السوري للضغط من أجل الإفراج عن المعتقلين من أبناء المحافظة.

"لواء الجبل": رؤية وطنية

تأسس “لواء الجبل” بقيادة مرهج الجرماني، الذي كان أحد أفراد “الدفاع الوطني” قبل أن يشكل فصيلًا محليًا في 2013 تحت شعار “حماية الأرض والعرض”. لعب اللواء دورًا بارزًا في الحراك الشعبي المطالب بإسقاط النظام السوري، وطرد النفوذ الإيراني، وتنفيذ القرار الأممي 2254 الداعي لانتقال سياسي سلمي في سوريا.

في يوليو 2024، اغتيل قائد اللواء مرهج الجرماني إثر استهدافه برصاص مباشر في منزله، في حادثة أثارت استنكارًا واسعًا دون أن تُكشف تفاصيلها. ظل “لواء الجبل” داعمًا رئيسيًا للحراك الشعبي في السويداء، وشارك في حملات تطهير البادية من عصابات الخطف والاتجار بالمخدرات.

التوجه نحو "جيش سوريا الجديد"

في بيان مشترك صدر يوم 6 يناير، أعلن “رجال الكرامة” و”لواء الجبل” عن استعدادهما للاندماج ضمن تشكيل عسكري وطني جديد، مشددين على رفضهم لأي تشكيل طائفي أو فئوي. وأكد البيان أن السلاح كان وسيلة دفاعية وليس غاية، مع التأكيد على دعم العمل المدني والسياسي بشكل تشاركي.

يُعتبر هذا التوجه خطوة نحو إعادة صياغة المشهد العسكري في السويداء بعد سقوط النظام السوري. كما شدّد البيان على ضرورة حماية المرافق العامة في المحافظة، مع الالتزام بعدم تدخل الفصائل في الشؤون الإدارية والسياسية.

الفصائل المحلية في السويداء: دور مستمر

رغم استمرار تحديات عديدة في السويداء، تبرز الفصائل المحلية كقوة رئيسية للحفاظ على الأمن ومواجهة التهديدات. ومع تطلع “حركة رجال الكرامة” و”لواء الجبل” للاندماج في جيش سوريا الجديد، يبدو أن المحافظة تتجه نحو مرحلة جديدة تتسم بالتنظيم العسكري والإدارة المدنية.