الأسد المخلوع يواجه العدالة: مذكرات توقيف تهز قصره الذهبي في موسكو"
كشفت صحيفة التايمز البريطانية أن القضاء الفرنسي أصدر مذكرات توقيف بحق الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وشقيقه ماهر الأسد وعدد من كبار المسؤولين السابقين، على خلفية مقتل الصحفية الأمريكية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوشليك في مدينة حمص عام 2012.
التحقيق القضائي الفرنسي، الممتد منذ سنوات، أعاد قضية مقتل الصحفية الشهيرة إلى الواجهة، في خطوة اعتبرها مراقبون تذكيرًا بأن العدالة الدولية قد تطال حتى من يعتقدون أنفسهم بمأمن.
منفى ذهبي في موسكو تحت حماية بوتين
بحسب التقرير، يعيش الأسد وعائلته منذ ديسمبر الماضي في منفى “ذهبي” بالعاصمة الروسية موسكو، متنقلًا بين برج فاخر في موسكو سيتي وقصر محاط بالأسلاك في ضواحي المدينة، تحت رعاية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي منحهم اللجوء “لأسباب إنسانية”.
ورغم مظاهر الحياة المترفة، فإن مذكرات التوقيف الفرنسية تشكل تهديدًا عمليًا لحركة الأسد وعائلته، وتقلّص من قدرتهم على السفر أو استغلال أموالهم وعقاراتهم في أوروبا، حيث جُمّدت أصول بمئات الملايين في بريطانيا وفرنسا وإسبانيا.
تفاصيل القضية: استهداف متعمد للصحفيين
تشير التحقيقات إلى أن الصحفية الأمريكية ماري كولفين، التي غطّت الصراعات العالمية على مدى ثلاثة عقود وفقدت عينها في سريلانكا عام 2001، لم تُقتل صدفة، بل استُهدفت عمدًا مع صحفيين آخرين أثناء تغطيتهم حصار حي بابا عمرو في حمص.
شهادات عديدة أوضحت أن قوات الأسد قصفت المركز الإعلامي الذي كان الصحفيون يقيمون فيه، في محاولة لمنع نقل صورة الانتهاكات بحق المدنيين. محكمة أمريكية كانت قد قضت عام 2019 بأن مقتل كولفين جريمة متعمدة يتحمل النظام السوري مسؤوليتها.
ردود الأفعال والتداعيات
المصور البريطاني بول كونروي، الذي أُصيب في نفس الهجوم، وصف المذكرات الفرنسية بأنها “خطوة حقيقية” باتجاه العدالة، مؤكدًا أن المسار القانوني قد يكون بطيئًا لكنه قد يلحق بالمسؤولين في النهاية، على غرار تجارب ملاحقة مجرمي حرب البلقان.
من جانبها، قالت الصحفية ليندسي هيلسوم، صديقة كولفين، إن استهدافها كان نتيجة “قول الحقيقة عن معاناة المدنيين”، مؤكدة أن مذكرات التوقيف تقيّد الأسد وتقرّب العدالة للضحاي
مستقبل غامض لعائلة الأسد
رغم أن موسكو وفّرت ملاذًا للأسد وعائلته، إلا أن إصدار مذكرات التوقيف يفرض عزلة دولية متزايدة، ويُضعف من إمكانية تنقّلهم بحرية خارج روسيا. وتبقى القضية تذكيرًا بأن الجرائم المرتكبة في سوريا، خاصة استهداف المدنيين والصحفيين، ما زالت تلاحق مرتكبيها على الساحة القضائية الدولية.







