اختراق أمني كبير قبل سقوط نظام الأسد المخلوع بـ5 أشهر: الموساد يعيد جثة فلدمان من سوريا

الصفحة الرئيسية / المقالات / اختراق أمني كبير قبل سقوط نظام الأسد المخلوع بـ5 أشهر

كيف أعاد الموساد جثة الجندي تسفي فلدمان من سوريا؟

في عملية استخباراتية معقّدة نُفذت بهدوء واحتراف، كشف تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن الكواليس السرّية لإعادة جثة الجندي تسفي فلدمان، الذي قُتل في معركة السلطان يعقوب خلال اجتياح لبنان عام 1982، وتم دفنه في سوريا منذ ذلك الحين.

عملية معقّدة بدأت منذ خمسة أشهر تحت أنف النظام السوري

بحسب التقرير، بدأت العملية قبل خمسة أشهر، ونُفذت على بُعد عشرات الكيلومترات من الحدود الإسرائيلية، في عمق الأراضي السورية. وتمكنت فرقة تابعة لـ الموساد الإسرائيلي، لكنها غير إسرائيلية، من تنفيذ المهام في بيئة شديدة الخطورة.

وأكدت المصادر أن العملية تمت “تحت أنف الأسد قبل سقوطه”، في إشارة إلى أن التخطيط والتنفيذ بدأ بينما كانت قوات النظام السوري لا تزال تسيطر بشكل كامل على المنطقة.

خدعة ميدانية للحصول على إذن دخول للموقع

كشفت مصادر مطلعة أن الوصول إلى موقع المقبرة لم يكن سهلاً، فقد واجه العملاء صعوبات بالغة، وتم اللجوء إلى خدعة ميدانية ذكية مكنت الفريق من الحصول على تصريح رسمي للوجود في المنطقة المستهدفة، بالرغم من أن الأوامر في الموقع كانت واضحة: “إطلاق النار على أي شخص يقترب من القبور”.

تقدم بطيء وسري: سنتيمترًا بعد سنتيمتر

الخلية الاستخباراتية، التي وصفها المصدر بأنها “منضبطة وتعمل بدقة شديدة”، تقدّمت بضعة سنتيمترات في كل مرة، محافظة على علاقات متوازنة مع حراس المقبرة. وعلى الرغم من عدم السماح بالحفر، استطاع العملاء جمع أدلة حساسة، وبفحص الحمض النووي تم التأكد من أن الفريق في المكان الصحيح.

العثور على بدلة فلدمان

لحظة حاسمة في العملية كانت عند العثور على بدلة الجندي تسفي فلدمان، حيث أُرسلت ورقة إلى رئيس الموساد جاء فيها: “لقد وجدنا البدلة”. وقد وصف المصدر اللحظة بأنها كانت مؤثرة للغاية، مؤكدة أن الفريق شعر حينها باليقين حتى قبل إجراء الفحوصات.

دور الجيش الإسرائيلي والمخاطر الميدانية

تم تنفيذ العملية بتعاون مباشر مع الجيش الإسرائيلي على المستوى الاستخباراتي واللوجستي. وأوضح أحد المصادر أن “العبور الوحيد الذي جرى كان لإعادة الرفات إلى إسرائيل”، نافياً أي مشاركة ميدانية لقوات إسرائيلية على الأراضي السورية، ومؤكداً أن الفريق تعرض لإطلاق نار عدة مرات خلال تنفيذ المهمة.

غياب دور روسي وعدم إشراك الدروز

أكد المصدر أن روسيا لم يكن لها أي دور في العملية، كما لم يتم إشراك الدروز السوريين فيها، بعكس ما جرى تداوله إعلاميًا في مرات سابقة حول وساطات محلية في ملفات مشابهة.

قضايا مفتوحة: إيلي كوهين ورون آراد وإليزابيث تسوركوف

في ختام التقرير، أشار المصدر إلى أن الموساد ما زال يعمل على ملفات أخرى حساسة، مثل ملف الجاسوس إيلي كوهين، الذي أكد أن مكان دفنه ما يزال مجهولًا تمامًا، وكذلك رون آراد وإليزابيث تسوركوف المختطفة في العراق. وأضاف: “لن نتخلى لا عن من هم خارج غزة ولا عن من هم داخلها. هذا يمنح العائلات أملاً.”

شارك