الرئيس السوري يحاول استمالة ترامب

الصفحة الرئيسية / المقالات / الرئيس السوري يحاول استمالة ترامب

الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع يبدأ حملة لإعادة إعمار سوريا وكسب الدعم الأمريكي

بدأ الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع بهدوء حملة دبلوماسية وسياسية تهدف إلى إعادة بناء سوريا بعد سنوات من الحرب والدمار، وذلك من خلال التحرك في عدة اتجاهات استراتيجية أهمها محاولة كسب دعم الولايات المتحدة، وتقديم إشارات إلى الانفصال عن الماضي المتطرف، والتواصل غير المباشر مع إسرائيل، بالإضافة إلى عرض صفقات مغرية لشركات الطاقة الأمريكية.

الشرع، الذي كان في السابق مرتبطاً بتنظيم الدولة في العراق والقاعدة، أعلن تبرؤه من تلك الجماعات، مشيرًا إلى رغبته في تشكيل حكومة سورية شاملة تتجاوز الصراعات الطائفية والأيديولوجية. وقد جاء إلى السلطة بعد الإطاحة بنظام عائلة الأسد في ديسمبر، واضعًا نصب عينيه مهمة أساسية: إقناع إدارة ترامب أن سوريا قد تغيرت بالفعل، وأن العقوبات الأمريكية يجب أن تُرفع للسماح بإعادة الإعمار.

خطوات استرضائية: اعتقالات فلسطينية وتواصل مع إسرائيل

ضمن محاولاته لكسب الثقة الدولية، أقدمت الحكومة السورية الجديدة على اعتقال مسلحين فلسطينيين، وهو ما اعتُبر مطلبًا أمريكيًا مباشرًا. كما أرسلت دمشق رسائل عبر وسطاء إلى إسرائيل تؤكد فيها رغبتها في تجنب أي صدامات عسكرية. رغم ذلك، شنت إسرائيل غارة جوية على موقع قريب من القصر الرئاسي في دمشق الأسبوع الماضي، ما يعكس توتراً حذراً في العلاقات.

خطة لإعادة الإعمار على الطريقة الأمريكية

يحاول الشرع عقد لقاء مباشر مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعرض خطة شاملة لإعادة إعمار سوريا، مشابهة لخطة مارشال التي أُعيد بها إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. وتشمل الخطة إعطاء أولوية للشركات الأمريكية والغربية في مشاريع الطاقة والبنية التحتية، مقابل إقصاء النفوذ الصيني والروسي والإيراني من المشهد السوري.

في هذا السياق، زار جوناثان باس، وهو ناشط جمهوري بارز والرئيس التنفيذي لشركة Argent LNG، دمشق والتقى بالشرع في القصر الرئاسي، وناقشا مشاريع مستقبلية لتطوير موارد الطاقة السورية بمشاركة شركات غربية. ووفقاً لما ذكره باس، فإن الشرع أبدى استعدادًا قويًا لتخفيف العقوبات مقابل هذه الشراكات.

مصالح استراتيجية أمريكية في سوريا الجديدة

أكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية السورية أن الحكومة الجديدة تسعى لبناء “علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة تقوم على المصالح المشتركة، خاصة في مجالات الطاقة والاقتصاد”. وأشار إلى استعداد الشرع لشراء طائرات بوينغ واستخدام شبكات اتصالات أمريكية مثل AT&T بدلاً من الصينية.

ومع ذلك، لا تزال إدارة ترامب مترددة بسبب ماضي الشرع، حيث لا يزال مصنفًا كـ”إرهابي” سابق، رغم أن الولايات المتحدة أزالت المكافأة التي كانت معلنة لاعتقاله في ديسمبر.

التحذير من دولة فاشلة

يحذر محللون دوليون من أن استمرار العقوبات قد يدفع سوريا نحو التحول إلى دولة فاشلة، ما يهيئ الأرضية مجددًا لظهور تنظيمات متطرفة، ويهدد استقرار الشرق الأوسط بأكمله. ومن جانب آخر، يرى بعض القادة العسكريين الأمريكيين أن التعاون مع حكومة الشرع قد يكون وسيلة فعالة لهزيمة داعش وتقليل الحاجة إلى وجود عسكري أمريكي طويل الأمد في سوريا.

مطالب أمريكية صارمة مقابل أي تقارب

طرحت واشنطن قائمة مطالب على حكومة الشرع، تضمنت قمع الجماعات الفلسطينية المسلحة، والتعاون في العثور على مواطنين أمريكيين مفقودين، والسماح لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالوصول الكامل إلى المنشآت السورية. وفي استجابة أولية، اعتقلت دمشق بعض قادة الحركات الفلسطينية وأغلقت مكاتبهم، كما بدأت بالفعل التعاون مع المنظمة الدولية للأسلحة الكيميائية

 
 
 
 
 
شارك