“حين فات القطار: كيف خسرت إسرائيل سباق النفوذ في سوريا؟

الصفحة الرئيسية / المقالات / “حين فات القطار: كيف خسرت إسرائيل سباق النفوذ في سوريا؟

بانوراما اخبار سوريا /ترجمة

في مقال لافت للواء احتياط يسرائيل زيف، الرئيس السابق لشعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي وأحد أبرز الأصوات الاستراتيجية في تل أبيب، حذر من تراجع الدور الإسرائيلي في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن “العالم يعيد ترتيب الشرق الأوسط من دوننا”، وذلك في نقد لاذع للسياسات التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية حاليًا بقيادة بنيامين نتنياهو.

ضياع المبادرة الإسرائيلية

وقال زيف إن إسرائيل فقدت زمام المبادرة في المنطقة، وإنها أصبحت متأخرة وخارج المشهد، في ظل تسارع التغيرات الإقليمية، وملء قوى أخرى للفراغ السياسي والعسكري. وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية “فضلت الاكتفاء بالإنجازات العسكرية وترجمتها لأغراض سياسية داخلية فقط”، ما جعل تل أبيب في موقع المتفرج بينما تستغل أطراف إقليمية هذه المتغيرات لمصلحتها.

سوريا: “فاتنا القطار”

وركز زيف بشكل خاص على الساحة السورية، واصفًا الأداء الإسرائيلي هناك بـ”الغباء السياسي”، قائلاً: “في سوريا، فاتنا القطار”، مشيرًا إلى أن تركيا وبعلم من الولايات المتحدة، أصبحت تسيطر فعليًا على الأرض هناك، بينما ظلت إسرائيل مشغولة بعمليات تكتيكية محدودة الأفق.

وأوضح أن تل أبيب أخطأت عندما تعاملت مع الحرب في سوريا من منظور أمني ضيق، عبر استهداف مخازن أسلحة جيش الأسد، وتجاهلت الفرصة الاستراتيجية التي وفرها تدهور النظام السوري. وأضاف: “بينما كانت إسرائيل تبني نسخة مصغرة من خط بار ليف داخل جيب لا يمنحها حتى ميزة تكتيكية، كانت أنقرة تحصد الجوائز وتوسع نفوذها بهدوء”.

 

من فاعل إقليمي إلى عبء استراتيجي

في تحذير صارخ، أشار زيف إلى أن إسرائيل بدأت تفقد مكانتها كفاعل إقليمي مؤثر، وتتحول إلى “منبوذة” و”عبء” في نظر بعض القوى في المنطقة. وقال: “بين ليلة وضحاها، اكتسبت تركيا مكانة سياسية وعسكرية في سوريا، بينما تحولت إسرائيل إلى شركة رحلات للمستوطنين إلى الجولان”.

أزمات داخلية وتعدد الجبهات

وفيما يتعلق بالواقع العسكري، أكد زيف أن الجيش الإسرائيلي يواجه تحديًا هائلًا بانتشاره على جبهات عدة، دون امتلاك القدرة أو الموارد الكافية لذلك. وأشار إلى أن الجيش لم يحصل على الوقت اللازم للتعافي من حرب طويلة خاضها “دون أهداف واضحة أو استراتيجية حقيقية”.

ختام وتحذير

اختتم اللواء زيف مقاله بتحذير واضح من أن “الوقت ليس في صالح إسرائيل”، مشددًا على ضرورة إعادة النظر في السياسات الإقليمية، واستغلال الفرص الاستراتيجية بدلًا من الانشغال في معارك قصيرة الأمد لا تغيّر من المشهد الإقليمي العام.