فادي صقر في صدارة المشهد السوري مجددًا: مبادرات “سلم أهلي” أم تبييض لجرائم الحرب؟

الصفحة الرئيسية / الأخبار المحلية / فادي صقر في صدارة المشهد السوري مجددًا: مبادرات “سلم أهلي” أم تبييض لجرائم الحرب؟

بانوراما أخبار سوريا – تحقيق خاص

عاد اسم فادي صقر، المعروف أيضًا بـ فادي مالك الأحمد، إلى واجهة الأحداث في سوريا بعد تكليفه رسميًا بقيادة ما يُعرف بـ ملتقى السلم الأهلي في الساحل السوري. القرار الذي صدر بتاريخ 11 آذار 2025، ، أثار موجة استياء شعبية وحقوقية، نظرًا لسجل صقر الحافل بالانتهاكات خلال السنوات الدامية من الثورة السورية.

من “صقر الدفاع الوطني” إلى راعي التسويات

بدأ صقر مسيرته العسكرية كقائد ميداني في ميليشيا الدفاع الوطني، وبرز اسمه مع اشتداد المعارك في ريف دمشق، لا سيما في أحياء الحجر الأسود والتضامن. حيث وثّقت منظمات حقوقية تورطه في عمليات قصف عشوائي، تعفيش ممتلكات، وحصار المدنيين، إلى جانب مشاركته في المجازر، أبرزها مجزرة حي التضامن التي نُسبت مباشرة إلى أمجد يوسف وفرقته، تحت إشراف قيادات عليا، بينهم صقر.

التسويات تبدأ بإطلاق سراح متهمين بجرائم حرب

بمجرّد استلامه مهامه في “ملتقى السلم الأهلي”، شرع فادي صقر في تنفيذ سلسلة عمليات تسوية مثيرة للجدل، شملت الإفراج عن ضباط وعناصر من النظام السوري، بعضهم متهمون مباشرة بارتكاب انتهاكات جسيمة.

من سجن عدرا إلى الظهور العلني:

وبتاريخ يوم امس، أفرج عن 28ضابطًا بين رتبة رقيب وملازم ورائد، كانوا ينتمون إلى صفوف قوات النظام (عصابات الأسد)، وذلك بوساطة مباشرة من فادي صقر. وقد أثارت هذه الخطوة انتقادات واسعة، لا سيما أن معظم المفرج عنهم يواجهون تهمًا تتعلق بالاعتقال التعسفي، وتعذيب المدنيين، وقيادة مجموعات قتالية في المناطق المنكوبة.

كما شملت التسويات السابقة معتقلين كانوا محتجزين في العراق، ومن أبرزهم: وليد جميل محمود، نور عدنان كزيلي، ومحسن نور الدين اسمندر، إلى جانب عشرات المحتجزين في سجون اللاذقية وقطنا. 

في خطوة اعتبرها ناشطون استعراضًا للنفوذ، ظهر صقر في منتجع لاوديسا في مدينة اللاذقية، برفقة شقيقيه عمار وميلاد، وسط حماية أمنية مشددة من ثماني سيارات مدرعة. وتشير التقارير إلى أن الزيارة جاءت ضمن جهود لتسوية أوضاع صفوان خير بيك، المتهم بارتكاب مجازر في بانياس.

كما حاول صقر ترتيب لقاءات مع أهالٍ في محيط قاعدة حميميم الروسية، ضمن خطة يصفها البعض بأنها تهدف لإعادة دمج شخصيات أمنية وميدانية سابقة ضمن المنظومة الجديدة التي يُعاد رسمها في الساحل السوري.

انتقادات حقوقية وتحذيرات من “شرعنة الإفلات من العقاب”

تسببت هذه الإجراءات بردود فعل متباينة. فبينما يرى بعض مؤيدي النظام أن هذه التسويات ضرورية لضبط الوضع الأمني، حذّرت منظمات حقوقية وإعلاميون مستقلون من أنها تمثل غطاءً سياسيًا لإعادة تدوير المتورطين بجرائم حرب.

بانوراما أخبار سوريا تؤكد، استنادًا إلى مصادر خاصة، أن فادي صقر يواصل عقد لقاءات مع مسؤولين في الأجهزة الأمنية، أبرزهم ساجد الله الديك، للتنسيق بشأن دفعات جديدة من التسويات.

هل هناك عدالة انتقالية في الأفق؟

في ظل غياب أي مسار قضائي حقيقي، وتنامي سياسة “الصفح مقابل الولاء”، يبدو أن ما يسمى بـ “السلم الأهلي” قد يتحول إلى واجهة لإفلات جماعي من العقاب، وسط تساؤلات عن مستقبل العدالة الانتقالية في سوريا.