فادي صقر في مجلس عزاء عشّ الورور: من مجازر التضامن إلى "السلم الأهلي" بلا حساب

الصفحة الرئيسية / المقالات / فادي صقر في مجلس عزاء عشّ الورور: من مجازر التضامن إلى “السلم الأهلي” بلا حساب

بحسب مصدر خاص لمنصة بانوراما أخبار سوريا، شارك فادي صقر في زيارة التعزية التي ضمت أيضًا محافظ دمشق ماهر مروان، بصفته مسؤولًا رسميًا في “لجنة السلم الأهلي”، رغم تاريخه المعروف في قيادة عمليات قمع وجرائم تصفية ميدانية خلال سنوات الحرب، أبرزها مجزرة حي التضامن، التي وثقتها مقاطع فيديو مسرّبة للعالم وأثارت صدمة دولية.

ظهور صقر، المتهم من قبل منظمات حقوقية دولية ومحلية بانتهاكات جسيمة، وسط عائلات ثكلى في جريمة لم يُكشف فاعلوها بعد، سلّط الضوء من جديد على سياسة الإفلات من العقاب بعد سقوط نظام الاسد المخلوع

 

الجريمة: خمسة قتلى وناجٍ وحيد

وقعت الجريمة في الساعات الأولى من فجر الأحد، حين استقلّ الشبان حافلة صغيرة (فان) بعد انتهاء دوامهم في مطعم “طلّة جبل” في مساكن برزة، باتجاه حيهم في عشّ الورور. وقد فقد الاتصال بهم بين جامع السلام ومقبرة برزة، لتُعثر الشرطة لاحقًا على الحافلة قرب مشفى الشرطة في حرستا، والجثث في منطقة “البعلة” بالقابون.

أسماء الضحايا الخمسة هم:

  • عباس سليمان حماد

  • يحيى محمد إبراهيم

  • محمود محمد حمود

  • أحمد وجيه محمد

  • ميلاد علي

ونجا من الجريمة يحيى علي عكّاري، الذي نُقل إلى مشفى ابن النفيس لتلقي العلاج.

وسط مطالبات متزايدة بمحاسبة فادي صقر... ورفض قضائي لفتح الدعاوى

في سياق موازٍ لحالة الغضب الشعبي، تتصاعد الأصوات المطالبة بمحاسبة فادي صقر على الجرائم التي ارتكبها خلال فترة قيادته لميليشيا الدفاع الوطني، ولا سيما مجزرة حي التضامن التي أثارت ضجة محلية ودولية بعد تسريب فيديوهات توثق تفاصيلها الدموية.

وبحسب مصادر حقوقية سورية، فقد تقدّم ذوو ضحايا ومواطنون بمحاولات قانونية لرفع دعاوى ضد صقر أمام محاكم دمشق، لكن تلك الدعاوى قوبلت بـ”الرفض الإداري” بحجج تتعلّق بـ”الاختصاص” أو “عدم كفاية الأدلة”، رغم وجود مواد مرئية وشهادات موثّقة تثبت تورّطه المباشر.

هذا الرفض القضائي يُنظر إليه على نطاق واسع كدليل إضافي على غياب استقلال القضاء في سوريا، واستمرار الحصانة غير الرسمية الممنوحة لرموز ميليشيوية شاركت في انتهاكات واسعة النطاق.

وبينما يُمنع أهالي الضحايا من التوجّه للقضاء، يظهر فادي صقر اليوم في موقع رسمي داخل لجان تهدف نظريًا إلى بناء “السلم الأهلي”، وهو ما اعتبره ناشطون استخفافًا مضاعفًا بحقوق الضحايا، وشرعنة سياسية لمرتكبي الجرائم تحت مسمّيات جديدة.