تحقيق رويترز: مجازر ضد العلويين في سوريا بأوامر من قيادات الحكومة الانتقالية

الصفحة الرئيسية / المقالات / تحقيق رويترز: مجازر ضد العلويين في سوريا بأوامر من قيادات الحكومة الانتقالية

بانوراما اخبار سوريا ترجمة / رويترز

في تقرير صادم نشرته وكالة “رويترز” في 30 يونيو 2025، كُشف عن واحدة من أكثر الفصول دموية في تاريخ سوريا الحديث، حيث قُتل ما لا يقل عن 1500 مدني من أبناء الطائفة العلوية خلال ثلاثة أيام فقط في مارس/آذار 2025، ضمن موجة هجمات طائفية نفذتها قوات تابعة للحكومة السورية الانتقالية وفصائل متحالفة معها.

خلفية الأحداث: انتفاضة موالية للأسد ورد دموي

بدأت المجازر عقب تمرد محلي قاده عسكريون موالون للرئيس المخلوع بشار الأسد في الساحل السوري يوم 6 مارس، قُتل فيه نحو 200 عنصر من قوات الأمن الجديدة. وردًا على ذلك، أصدرت القيادة العسكرية للحكومة الانتقالية أوامر مباشرة لسحق “التمرد” و”تطهير المناطق”، وفقًا لوثائق صوتية ورسائل مسربة حصلت عليها رويترز.

تفاصيل الهجمات والمجازر

بين 7 و9 مارس، نفذت قوات مسلحة عمليات قتل مروعة في أكثر من 40 قرية ومنطقة ذات غالبية علوية في محافظات طرطوس واللاذقية وحمص. من أبرز الانتهاكات:

  • ذبح مدنيين بينهم أطفال ونساء وعجزة.

  • حالات تعذيب وتنكيل، من بينها قتل الشاب سليمان رشيد سعد، وشق صدره وانتزاع قلبه ووضعه فوق جسده.

  • إجبار الناجين على “الزحف والنباح” في مقاطع موثقة.

  • استهداف مباشر لأسر كاملة، حيث وُجدت قوائم بأسماء المستهدفين مع المهاجمين.

منفذو الهجمات: فصائل متطرفة وميليشيات محلية وأجنبية

كشفت رويترز أن هذه المجازر لم تكن من فعل مجموعات مارقة، بل شاركت فيها:

  • وحدات من “هيئة تحرير الشام” سابقًا، مثل الفرقة 400 وجهاز الأمن العام ولواء عثمان.

  • فصائل مدعومة من تركيا: فرقة السلطان سليمان شاه وفرقة الحمزة.

  • مقاتلون أجانب (شيشان، أويغور، ليبيون).

  • مجموعات محلية سنية ذات دوافع طائفية انتقامية.

سلسلة القيادة: الأوامر صدرت من دمشق

التحقيق أشار إلى أن الأوامر جاءت من:

  • وزير الدفاع في الحكومة الانتقالية، الذي منح “تفويضًا مفتوحًا” للتعامل مع التهديد.

  • الناطق العسكري الرسمي، الذي نسّق العمليات عبر قنوات مشفرة.

  • رسائل صوتية تثبت وجود تعليمات بتصفية المدنيين وتهجيرهم.


الموقف الرسمي للحكومة الانتقالية

  • الرئيس أحمد الشرع أدان المجازر لاحقًا، متعهدًا بـ”محاسبة المسؤولين مهما كانت صلتهم بالحكم”.

  • لم تُحاسب أي جهة حتى لحظة نشر التقرير، رغم تشكيل لجنة تحقيق لم تُصدر تقريرها بعد.

  • محافظ طرطوس اعترف بسقوط أكثر من 350 قتيلًا، وأكد أن العلويين “ليسوا مستهدفين كطائفة”.


التوثيق والأدلة

رويترز اعتمدت على:

  • مقابلات مع أكثر من 200 شاهد من الضحايا والناجين.

  • شهادات 40 مسؤولًا ومقاتلًا.

  • وثائق حكومية مسربة، ومراسلات تيليغرام.

  • فيديوهات للمجزرة ومقاطع من كاميرات مراقبة.

  • قوائم مكتوبة بأسماء القتلى من مشافي ومجالس محلية.


ردود الفعل الدولية الغائبة

  • لم تفرض الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أي عقوبات جديدة على الفصائل المنفذة.

  • الفصائل المنفذة مثل “هيئة تحرير الشام” خضعت سابقًا لعقوبات دولية، لكن لم تُفعّل ضد وحداتها الجديدة.

  • الإدارة الأمريكية بدأت مؤخرًا تخفيف العقوبات عن سوريا رغم تلك الجرائم.

شارك