سوريا على طاولة الصفقات: ماذا يريد الشرع من ترامب في قلب الرياض؟
إسرائيل تغيّر موقفها من النظام السوري بقيادة الشرع قبيل قمة الرياض وزيارة ترامب للمنطقة
كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن تحول كبير ومفاجئ في موقف تل أبيب تجاه النظام السوري الجديد بقيادة الرئيس أحمد الشرع، مشيرة إلى أن إسرائيل باتت منفتحة على إمكانية بناء علاقات طيبة مع دمشق في المرحلة المقبلة. ويأتي هذا التغير السياسي قبيل تحركات دبلوماسية إقليمية كبيرة، وعلى رأسها زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية.
ترامب يبدأ جولته الإقليمية من السعودية
وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صباح اليوم إلى مطار الرياض الدولي، في مستهل جولة إقليمية تشمل عدة محطات في الشرق الأوسط، ويبدأها من المملكة العربية السعودية. وتأتي زيارته في توقيت حساس يتزامن مع ترتيبات سياسية غير مسبوقة وتحركات دبلوماسية مكثفة على مستوى المنطقة.
تصريحات إسرائيلية تمهّد لتقارب محتمل مع دمشق
قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني، إن “من المهم أن تتمكن سوريا من تشكيل هويتها دون تأثير خارجي”، مضيفًا أن “إسرائيل تسعى لإقامة علاقات طيبة مع النظام الجديد في سوريا”. واعتُبرت هذه التصريحات مؤشراً على تحوّل استراتيجي في السياسة الإسرائيلية بعد سنوات من القطيعة مع دمشق.
الرياض تجمع القادة: قمة خماسية قبل لقاءات مصيرية
تزامنًا مع زيارة ترامب، يُعقد لقاء خماسي رفيع في العاصمة الرياض يضم الرئيس الأمريكي، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس اللبناني جوزيف عون، والرئيس السوري أحمد الشرع.
وبحسب مصادر إعلامية، فإن اللقاء جاء بمبادرة سعودية تسعى إلى إعادة تشكيل ملامح المشهد الإقليمي، ويُنتظر أن تبحث القمة ملفات تتعلق بالقضية الفلسطينية، والتطبيع، والملف السوري، ضمن صفقة إقليمية موسعة.
الشرع يقدم تنازلات جريئة: محادثات أبراهام وعروض اقتصادية لواشنطن
وذكرت صحيفة التايمز البريطانية أن الرئيس السوري أحمد الشرع يستعد لطرح حزمة من التنازلات في محاولة لرفع العقوبات عن بلاده، من بينها صفقة مع الشركات الأمريكية لاستغلال الموارد الطبيعية، شبيهة باتفاقات المعادن مع أوكرانيا، بالإضافة إلى استعداده لإنشاء منطقة منزوعة السلاح قرب الجولان.
كما أفادت الصحيفة أن الشرع قد يُبدي استعدادًا مبدئيًا للانضمام إلى اتفاقات أبراهام، إذا ما توفرت ضمانات إقليمية ودولية، وهو ما قد يمثل تحوّلًا تاريخيًا في سياسة دمشق.
انقسام داخل إدارة ترامب بشأن لقاء الشرع
رغم الترتيبات الجارية، أشارت التايمز إلى انقسام داخل إدارة ترامب حول عقد اللقاء مع الشرع، إذ تعارضه بعض الشخصيات الأمنية، أبرزها مديرة الاستخبارات الوطنية، في حين يدعمه آخرون من مستشاري ترامب مثل رجل الأعمال ستيف ويتكوف، الذين يرون أن ترامب مستعد لتجاوز التقاليد من أجل إبرام “صفقات كبرى”.