ألمانيا تمدد حظر الطيران فوق الأجواء السورية حتى يوليو 2025 بسبب التهديدات الأمنية

الصفحة الرئيسية / المقالات / المانيا تمدد حظر الطيران فوق الأجواء السورية حتى يوليو 2025 بسبب التهديدات الأمنية

أعلنت وزارة النقل والرقمنة الألمانية (BMDV) عن تمديد قرار حظر الطيران فوق المجال الجوي السوري (FIR Damascus – OSTT) حتى 14 يوليو 2025، بسبب استمرار المخاطر الأمنية التي تهدد سلامة الطيران المدني. ويأتي هذا القرار ضمن سياسة وقائية تهدف إلى حماية الأرواح وتفادي أي حوادث جوية محتملة في ظل الأوضاع غير المستقرة داخل سوريا.

تفاصيل القرار: حظر شامل مع استثناء محدود

بموجب التمديد الجديد، يُمنع على جميع الطائرات المسجلة في ألمانيا أو التي تعمل بموجب ترخيص ألماني أو أوروبي تنفيذ أي أنشطة جوية داخل الأجواء السورية، بما في ذلك العبور، الإقلاع، أو الهبوط. يُستثنى من هذا الحظر ممر جوي ضيق بعرض 15 ميلاً بحرياً حول المسار الجوي P975 في أقصى شمال شرق سوريا، ولكن فقط على ارتفاعات تتجاوز FL320 (حوالي 10,000 متر).

ورغم هذا الاستثناء، نبّهت الوزارة إلى أن الممر لا يزال يُصنّف ضمن مستوى خطر مرتفع نظريًا (الدرجة 2 من أصل 3)، ويوصى بعدم استخدامه إلا عند الضرورة القصوى.

 

خلفية القرار: اضطرابات أمنية رغم التغييرات السياسية

ستندت الوزارة في قرارها إلى المادة 26a من قانون الطيران الألماني، والتي تمنح الحكومة صلاحية فرض قيود على الملاحة الجوية خارج أراضيها إذا تبيّن وجود تهديد فعلي. وأوضحت أن الأوضاع في سوريا لا تزال متقلبة رغم التحولات السياسية الأخيرة.

ففي ديسمبر 2024، شهدت سوريا تغييرات كبرى تمثلت في سقوط النظام السابق بقيادة بشار الأسد، عقب سيطرة تحالف فصائل تقوده هيئة تحرير الشام على أجزاء واسعة من البلاد. غادر الأسد البلاد متوجهًا إلى روسيا، التي بدأت في تقليص وجودها العسكري، مع الإبقاء على بعض القوات في قواعد ساحلية.

ورغم تعهد الحكومة الانتقالية بتشكيل إدارة شاملة وموحّدة تضم كافة المكونات السورية، إلا أن التوترات الأمنية والعسكرية لا تزال قائمة، خاصة مع استمرار الغارات التركية في الشمال، والضربات الإسرائيلية في الجنوب.

عوامل تهدد أمن الطيران في الأجواء السورية

ددت وزارة النقل الألمانية جملة من الأسباب التي تجعل الأجواء السورية غير آمنة للطيران المدني، أبرزها:

  • نشاط مستمر لجماعات متطرفة مثل “داعش” و”القاعدة”.

  • وجود قوات محلية وأجنبية متنازعة ومسلحة.

  • ضربات جوية متكررة من قبل الجيشين التركي والإسرائيلي.

  • نقص في المعلومات حول ترسانة النظام السابق، نتيجة تدمير عدد من المستودعات العسكرية.

وأشارت هيئة الطيران المدني الألمانية (LBA) إلى أن الفترة بين يناير ومارس 2025 شهدت تصاعدًا في وتيرة العنف، بما في ذلك اشتباكات بين قوات الحكومة الانتقالية وميليشيات علوية، إضافة إلى قصف تركي مكثّف، وإعلان إسرائيل عن نفسها كـ”قوة حماية” للطائفة الدرزية في الجنوب.

شارك