"بين درعا والسويداء: نازحون في المجهول وتوترات طائفية تهدد الاستقرار"
ترجمة بانوراما اخبار سوريا : عائلات بدوية نازحة عالقة في المجهول وسط صراع الحكومة السورية والسلطات الدرزية
تحولت الصفوف الدراسية في بلدة أبطع بمحافظة درعا جنوب سوريا إلى مساكن مؤقتة لعائلات بدوية نازحة، تعيش ظروفًا صعبة بسبب الخلاف المستمر بين الحكومة السورية المركزية والسلطات الدرزية المحلية في السويداء، ما يجعل آلاف المدنيين عالقين بلا حلول واضحة لمأواهم وسبل معيشتهم.
نزوح جماعي بسبب اشتباكات طائفية
أخلت العائلات البدوية قراها منذ أكثر من شهر نتيجة اشتباكات طائفية في السويداء بين عشائر سنية محلية وأفراد من الطائفة الدرزية، فيما تدخلت إسرائيل لدعم الدروز ونفذت ضربات جوية. وقد أسفر القتال عن مئات القتلى معظمهم من الدروز، مع استمرار حصار السويداء وحدوث نقص في المساعدات والإمدادات.
أكثر من 164,000 شخص لا يزالون نازحين، بحسب الأمم المتحدة، ويشمل ذلك دروزًا داخل السويداء وبدوًا فرّوا أو أُجلوا من المحافظة، ما يثير مخاوف من تغييرات ديمغرافية دائمة.
حياة صعبة في الملاجئ المؤقتة
تعيش العائلات النازحة في مدارس وفنادق مخصصة كملاجئ مؤقتة، حيث تنام النساء والأطفال داخل الصفوف الدراسية بينما يبيت الرجال في الفناء الخارجي. وتواجه هذه الأسر نقصًا في الخصوصية والخدمات الأساسية، مع صعوبة الحصول على الغذاء والمياه، وغياب استقرار واضح لمستقبلهم.
أوضحت منيرة الحمد (56 عامًا) من قرية الكفر أن عائلتها “لا تعرف إلى أين ستذهب” إذا أعيد افتتاح المدرسة، مشيرةً إلى صعوبة العودة إلى قراها بسبب المخاطر الأمنية والتوترات الطائفية.
تعقيدات سياسية وأمنية تعرقل العودة
يشير الباحث حيدر حيدر من مبادرة الإصلاح العربي ومعهد تشاتهام هاوس إلى أن إعادة النازحين إلى منازلهم تتطلب حلاً سياسيًا شاملًا، لا تجرى بشأنه أي محادثات مباشرة بين دمشق والسلطات المحلية في السويداء.
كما دعا الشيخ حكمت الهجري، زعيم درزي بارز، إلى استقلال جنوب سوريا وتشكيل “حرس وطني” من فصائل مسلحة، وهو ما رفضته الحكومة السورية. ويستمر النزاع المحلي والتوترات الطائفية القديمة بين البدو والدروز، ما يزيد من صعوبة إيجاد حلول فورية.
آثار النزاع على المدنيين
شهدت المدينة حوادث خطيرة، بما في ذلك قتل أطفال وشباب أثناء محاولتهم الهروب، ونهب وسرقة ممتلكات الأهالي، ما يعكس أثر الاشتباكات على المجتمع المدني ويزيد من الإحساس بعدم الأمان بين المجموعات المتنازعة.
وعلّقت أسر الضحايا بأنهم يشعرون بالغبن ويطالبون الحكومة بإجراءات حازمة ضد المسؤولين عن العنف، بينما تؤكد السلطات الرسمية أن النزوح مؤقت، دون تقديم خطط واضحة لإعادة الناس أو ضمان حقوقهم.







