دعم غير معلن: سيريتل وMTN تمولان إعادة تشكيل الجيش السوري الجديد
شركات الاتصالات تتحول إلى رافعة اقتصادية للمشروع العسكري الجديد
في خضم إعادة تشكيل الجيش السوري الجديد تحت قيادة السلطة الانتقالية، كشفت تقارير إعلامية ومصادر عسكرية عن دور اقتصادي بارز تلعبه شركتا الاتصالات الرئيستان في البلاد – سيريتل وMTN سوريا – في تمويل الرواتب والبنية التحتية العسكرية لقوات الجيش الوليد.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية، فإن موارد هاتين الشركتين، التي باتت اليوم تحت سيطرة هيئة تحرير الشام، تشكّل العمود الفقري للتمويل المخصص للجيش، في وقت تحاول فيه الحكومة الانتقالية توحيد الفصائل المسلحة ضمن هيكل تنظيمي عسكري واضح.
التمويل من سيريتل وMTN: واقع لا يمكن تجاهله
تشير المعلومات إلى أن رواتب الجنود في الجيش الجديد، والتي تتراوح بين 150 و500 دولار شهريًا، يتم دفعها حاليًا من أرباح شركتي سيريتل وMTN، واللتين خضعتا لسيطرة الهيئة بعد انسحاب النظام السابق من عدة مراكز نفوذ.
ولسنوات، كانت الشركتان ركيزة للاقتصاد السوري، إذ تحتكران قطاع الاتصالات الخليوية، وتدران مئات الملايين من الدولارات سنويًا. ومع تحوّل السيطرة الفعلية عليهما إلى الهيئة، تحوّل جزء كبير من تلك العائدات إلى تمويل الجهود العسكرية ومكافآت المقاتلين.
الجيش الجديد: مشروع عسكري–اقتصادي متكامل
يُتوقع أن يصل قوام الجيش الجديد إلى 200,000 جندي موزعين على عشر فرق عسكرية، تشمل ألوية مشاة، مدرعات، قوات خاصة، ووحدات مهام متعددة. ويستند هذا المشروع إلى دمج الفصائل المقاتلة، خصوصًا من هيئة تحرير الشام، الجيش الوطني السوري، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وتأتي أهمية الدعم المالي من سيريتل وMTN في سياق غياب دعم دولي مستقر حتى الآن، ووجود تحفظات إقليمية على هيمنة الهيئة على القرار العسكري. لذا، فإن الاستفادة من أموال شركات الاتصالات وفّر للحكومة الانتقالية هامشًا ماليًا لإطلاق هذا الجيش قبل تأمين دعم خارجي رسمي.
هل تفتح العقوبات الأمريكية الباب أمام تمويل عربي
بحسب التقرير ذاته، فإن قرار الولايات المتحدة الأخير برفع بعض العقوبات عن سوريا قد يُمهّد الطريق أمام استثمارات وتمويلات عربية مباشرة للمشروع العسكري الجديد، خصوصًا من دول خليجية، بشرط تحقيق نوع من الفصل بين القيادات العسكرية المرتبطة بالهيئة وتلك الجديدة المعينة من السلطة الانتقالية.
مستقبل غير واضح… ولكن بتمويل مؤكد
ورغم الجدل الذي يحيط بشرعية السيطرة على سيريتل وMTN، فإن دور هاتين الشركتين في تمويل مشروع الجيش لا يمكن إنكاره. في ظل مرحلة انتقالية حساسة، يبدو أن قطاع الاتصالات السوري أصبح شريانًا اقتصاديًا حيويًا في بناء ما يُتوقع أن يكون أكبر قوة عسكرية سورية منذ تفكك الجيش السابق.