القبض على صاحب "سيلفي التشفي" بعد سنوات من جرائم الغوطة

الصفحة الرئيسية / المقالات / القبض على صاحب “سيلفي التشفي” بعد سنوات من جرائم الغوطة

في مشهد طال انتظاره من قبل ضحايا سنوات الحرب والمعاناة، أعلنت قيادة الأمن الداخلي في محافظة حمص إلقاء القبض على مازن بدر حمود، أحد عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام السوري السابق، والمتورط بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين والمعتقلين، لا سيما خلال سنوات الحصار التي عاشتها مدن وبلدات الغوطة الشرقية.

ويُعرف حمود بين الناشطين السوريين بلقب “صاحب السيلفي السادي”، بعد أن انتشرت له صور “سيلفي” مثيرة للجدل، ظهر فيها وهو يتقدّم نساءً وأطفالاً مهجّرين من الغوطة الشرقية داخل أحد مراكز الإيواء، بينما بدت على وجهه علامات التشفي والاحتفاء بسقوط المدنيين، دون أي اعتبار لمعاناتهم الممتدة سنوات تحت الحصار والقصف المتواصل.

وكانت الغوطة الشرقية، الواقعة في ريف دمشق، قد شهدت واحدة من أطول وأقسى حملات الحصار التي فرضتها قوات النظام منذ عام 2013 وحتى سيطرتها الكاملة عليها في 2018. خلال هذه الفترة، حُرم مئات الآلاف من السكان من الغذاء والدواء، وتعرضوا لقصف متواصل وهجمات كيماوية موثقة دولياً. ومع دخول قوات النظام إلى المنطقة، تم تهجير الآلاف قسرياً باتجاه الشمال السوري، وتحديداً نحو إدلب وريف حلب، في مشهد وُصف بـ”التطهير السكاني”.

ويمثّل إلقاء القبض على مازن بدر حمود خطوة رمزية نحو تحقيق العدالة، في وقت لا تزال فيه ملفات المحاسبة غائبة عن أغلب المتورطين بجرائم ضد المدنيين في سوريا. وقد أكدت الجهات الأمنية أنه تم تحويله إلى القضاء المختص تمهيداً لمحاكمته وفقاً للإجراءات القانونية.

ورغم أن العدالة لا تزال بعيدة المنال بالنسبة لكثير من الضحايا، فإن القبض على أحد الوجوه المرتبطة بانتهاكات صارخة، يُعيد فتح باب الأمل بإمكانية محاسبة كل من ارتكب جرائم بحق السوريين، أياً كان موقعه أو انتماؤه.