تحقيق بي بي سي: شبكات خارجية تغذي الطائفية في سوريا
كشف تحقيق استقصائي أجرته بي بي سي عن شبكات خارجية تدير حملات منظمة على منصة إكس (المعروفة سابقاً باسم تويتر)، بهدف تأجيج الطائفية ونشر خطاب الكراهية في سوريا. تعمل هذه الشبكات على التلاعب بالمعلومات عبر حسابات وهمية مبرمجة، في محاولة للتأثير على الرأي العام وتوجيهه نحو الانقسام الطائفي.
حملات التضليل ضد الإدارة السورية الجديدة: من يقف وراءها؟
أظهر التحقيق أن معظم الحملات الإلكترونية تستهدف الإدارة السورية الجديدة وبعض الأقليات، بالتزامن مع التغيرات السياسية التي تشهدها البلاد. وقد قام فريق بي بي سي برصد مليوني منشور وتحليل 400 ألف منها، ليتبين أن الحملات تأتي من حسابات خارج سوريا، خاصة من العراق واليمن ولبنان وإيران.
تكتيكات التلاعب الإلكتروني: من الحسابات الوهمية إلى نشر المحتوى المتزامن
تشمل أساليب التلاعب استخدام حسابات مبرمجة وروبوتات لنشر محتوى متزامن، مع تكرار المنشورات واستخدام أسماء متسلسلة مثل “قاصف 1″ و”قاصف 2”. كما تم توظيف أساليب مثل إعادة نشر مقاطع فيديو قديمة على أنها أحداث حديثة.
حملات التضليل والتحريض الطائفي: العلويون والدروز تحت المجهر
كشف التحقيق أيضاً عن حملات ممنهجة ضد الطائفة العلوية في سوريا، حيث تم رصد 100 ألف تعليق تحريضي خلال الفترة من نوفمبر 2024 حتى اليوم. تتضمن هذه التعليقات خطاب كراهية واضحاً، وتمتد حملات مشابهة ضد طوائف أخرى مثل الدروز، ما يسهم في تصاعد العنف الطائفي.
نشاط منسق على منصات التواصل: كيف تُغرق الحسابات الوهمية النقاش العام؟
يتضح أن الحسابات المتورطة في نشر خطاب الكراهية تتبع نمطاً موحداً في النشر، ما يشير إلى وجود تنسيق مسبق. تُستخدم لغة موحدة ومصطلحات تحريضية مثل “النصيرية” و”كفّار”، ما يعزز فرضية الأتمتة في النشر.
تصريحات خبراء الإعلام الرقمي: بين التضليل والاستقطاب
يؤكد الباحث رسلان تراد أن هذه الحسابات تتبع استراتيجيات منسقة لتأجيج الطائفية، وأن النقاشات حول سوريا على منصات التواصل أصبحت معقدة ومجزأة، حيث يبرز الانقسام الطائفي بشكل واضح.
خلاصة وتوصيات: ضرورة مواجهة خطاب الكراهية
يؤكد التحقيق أن البيئة الرقمية في سوريا مشحونة بالخطاب الطائفي والتحريض على العنف، ما يتطلب من المنصات الإلكترونية اتخاذ تدابير صارمة للحد من هذه الظاهرة، والحد من استخدام الحسابات الوهمية لنشر المعلومات المضللة.
مقالات قد تعجبك أيضاً
