تحسين الاقتصاد السوري عبر الترانزيت عبر المعابر الحدودية

الصفحة الرئيسية / اقتصاد / تحسين الاقتصاد السوري عبر الترانزيت عبر المعابر الحدودية

تحسين الاقتصاد السوري عبر الترانزيت عبر المعابر الحدودية: فرصة للنمو الاقتصادي

تشهد سوريا حاليًا اهتمامًا متزايدًا بإعادة تشغيل المعابر الحدودية مع الدول المجاورة، وهو ما يُعد خطوة نحو تحسين حركة الأسواق وإنعاش الاقتصاد الوطني، حيث ستُستخدم الأراضي السورية كممر ترانزيت بين العديد من الدول.
في السابق، تعثرت الحركة التجارية بسبب تعدد الأطراف المسيطرة على مناطق مختلفة من سوريا. إلا أن استعادة دمشق لسيطرتها على مناطق واسعة من البلاد يعزز الآمال بعودة حركة التجارة من وإلى دول الخليج وتركيا، مما قد يكون له تأثير إيجابي كبير على خزينة الدولة السورية

الموقع الاستراتيجي لسوريا: أهمية كبيرة في حركة الترانزيت

تتميز سوريا بموقع استراتيجي مهم يجعلها ممرًا حيويًا بين آسيا وأوروبا ودول الخليج. تاريخيًا، كانت الطرق البرية السورية تلعب دورًا مركزيًا في حركة التجارة الإقليمية، حيث كانت تدر إيرادات ضخمة من خلال الرسوم الجمركية ورسوم العبور. يُعرف “الترانزيت” بأنه عملية نقل البضائع أو الركاب عبر أراضي دولة وسيطة بين بلد المصدر وبلد الوجهة النهائية، دون تأثر تلك البضائع بالقوانين الاقتصادية أو الضرائب المحلية للدولة الوسيطة.

إعادة إحياء حركة الترانزيت عبر سوريا، إذا تمت بالشكل الصحيح، قد توفر إيرادات هائلة للدولة من رسوم العبور، فضلاً عن تعزيز الروابط التجارية بين الأسواق الدولية، ما يجعل سوريا لاعبًا محوريًا في التجارة الإقليمية والدولية، ويعزز موقعها الجيوسياسي.

التصريحات الأردنية: فرصة لتعزيز الترانزيت بين سوريا والأردن

عقب استقرار الأوضاع في سوريا، أبدى الأردن اهتمامًا واضحًا بتفعيل تجارة الترانزيت عبر سوريا. وأكد سلطان علان، عضو غرفة تجارة الأردن، أن تعزيز تجارة الترانزيت بين البلدين يمثل فرصة واعدة للأردن لاستغلال موقعه الاستراتيجي كممر جنوبي إلى سوريا. وبدأت الشاحنات الأردنية في 18 ديسمبر 2024 بالدخول مباشرة إلى الأراضي السورية عبر معبر “نصيب- جابر”، وهو ما يعد خطوة لتعزيز الحركة التجارية بين البلدين.

التحديات والعوائق: ضرورة استقرار الأوضاع

رغم التوقعات الإيجابية، فإن عودة تجارة الترانزيت في سوريا تتطلب استقرارًا أمنيًا تامًا وصيانة للطرق الرئيسية، وهو ما يحتاج إلى بعض الوقت والتمويل، وفقًا للباحث في الاقتصاد السياسي يحيى السيد عمر. ولفت السيد عمر إلى أن إلغاء المعابر الداخلية بين مناطق السيطرة المختلفة سيؤدي إلى تخفيض تكاليف الإنتاج وتحفيز الاقتصاد السوري، مما يساعد على تعزيز التعافي الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات الأجنبية

تركيا والترانزيت: مصلحة متبادلة

أكد الدكتور فراس شعبو، المتخصص في العلوم المالية والمصرفية، أن حركة الترانزيت عبر سوريا ستعود بشكل كبير بين تركيا ودول الخليج. تركيا كانت تسعى منذ سنوات لإعادة فتح الطرق البرية الرئيسية للتجارة، خاصة بعد خسارتها السوق الخليجية. وستستفيد سوريا من هذه الحركة من خلال الرسوم الجمركية التي ستفرضها على الشاحنات العابرة، بينما سيستفيد الاقتصاد التركي من تدفق البضائع بسهولة إلى الخليج.

المعابر الحدودية: رابط بين سوريا ودول الجوار

يوجد في سوريا حوالي 12 معبرًا بريًا تربطها بدول الجوار مثل تركيا ولبنان والأردن والعراق. من أبرز المعابر مع تركيا: “باب الهوى”، “باب السلامة”، و”جرابلس”. أما مع لبنان، فيُعد معبر “جديدة يابوس- المصنع” الأهم. كما يوجد معبران رئيسيان مع الأردن، أحدهما معبر “نصيب- جابر” الذي يعد من أهم المعابر في الشرق الأوسط، ويحقق إيرادات شهرية تقدر بـ100 مليون دولار.

في المجمل، يعد إعادة تفعيل حركة الترانزيت عبر المعابر الحدودية السورية خطوة مهمة نحو تحقيق الانتعاش الاقتصادي، وتعزيز الروابط التجارية بين سوريا ودول الجوار، ما سيسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية في البلاد وتأمين فرص عمل جديدة.

شارك